أولاً: التَّمَنِّي:
التَّمَنِّي: حديث النفس بما يكون وبما لا يكون، قال: والتَّمَنِّي السؤال للرَّب في الحوائج.
وفي الحديث: إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية: فلْيُكْثِرْ.
قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فيه، وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى: إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ، فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة.
* تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى وهو القدر.
وهناك معانٍ أخرى للتَّمنِّي؛ وهي الكذب والتلاوة والقراءة.
ثانياً: الرجاء:
الرَّجَاءُ من الأَمَلِ،وفي الحديث: إِلاَّ رَجاةَ أَن أَكُونَ من أَهْلِها؛ وقد تكرر في الحديث ذكر الرَّجاء بمعنى التَّوَقُّعِ والأَمَل.
وقال ثعلب: قال الفرَّاء: الرَّجاءُ في معنى الخَوْفِ لا يكون إِلا مع الجَحْدِ، تقول: ما رَجَوْتُكَ أَي ما خِفْتُك، ولا تقول رَجَوْتُك في معنى خِفْتُك. ... كقوله عز وجل: لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ هذه؛ للذين لا يَخافون أَيامَ الله، وكذلك قوله تعالى: لا تَرْجُونَ لله وَقَاراً.
التمني والرجاء عند النحويين:
لا يختلف الفرق بينهما عند النحويين عمّا فرّقه اللغويون، ولكنّهم لخّصوه بالآتي:
التّمَنِّي: يكون في الممكن، وفي غير الممكن. وأداته: ليتَ. ولفظه: أتمنّى.
الترجّي: لا يكون إلا في الممكن. وأداته: لعلَّ. ولفظه: أَرجو.
المقصود بـ (الممكن): غير المستحيل.
و (غير الممكن): المستجيل.
-------------
ولذلك: يصحّ أن نقول في (التَّمّني):
ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً. و أتمنى الشبابَ يعودُ يوماً. (للمستحيل)؛ من المستحيل عودة الشباب.
و يصحّ أن نقول:
ليتَ زيداً ينجح. و أتمنى زيداً ينجح. (لغير المستحيل)؛ ليس من المستحيل نجاحه.
السبب: لأن التَّمنّي للمستحيل وغير المستحيل، أي للممكن حصوله، وغير الممكن حصوله.
--------
ولذلك: يصحّ أن نقول في (الرَّجاء):
لعلّ زيداً ينجحُ. و أَرجو نجاحَ زيدٍ. (لغير المستحيل)؛ ليس من المستحيل نجاحه.
و لا يصحّ أن نقول:
لعلّ الشّبابَ يعودُ يوماً. و أَرجو أن يعودَ الشّبابُ يوماً. (لأنه من المستحيل)؛ أي: من المستحيل عودته، فلا رجاءَ فيه.
السبب: لأن الرّجاء لغير المستحيل فقط، أي: للممكن حصوله فقط.